احلام الطفولة

واقف وحدي هناك على مفترق طريق رمادي

معصبة عيناي بوشاح لم اعرفه لونه لحد التو

احمل في قلبي وذاكرتي تاريخ انسان

وضعوا امامي على بعد ثلاث خيارات

كأس منيتي كان احدى تلك الخيارات

ولذة تمنعني تربيتي ان ابوح بها


والثالثة كومة هموم تهتز لها جبال حصاروست

وحدي من يختار بلا كلام

خطوة اتجاهية كان لزاما علي ان اخطوها ليتحدد خياري الوحيد

رددت في نفسي سبيلا للخلاص كل ادعية حفظتها الذاكرة

وتلوت آيات بينات كي تطمأن نفسي المتهمة بالانسانية المفرطة

كان تهمتي الكبرى انني ذات يوم رقصت مع موسيقى نشيدنا العربي الموحد

متوشحا بعلم الامة العربية

ترقب وصمت ارهب الجلادين ولم تهتز له شعرة من شعر راسي الاحمر

غص صدري بقهقهة لم اتحملها

حيث خطر ببالي لحن للطفولة يعيش في مخيلتي دوما

كان ذاك هو

ماما زمنها جايه

جاية بعد شويه
جايبة لعب وحاجات
جايبة معاها شنطة

فيها وزة بطة

بتقول

واك واك واك

صوتي كان عاليا حين كنت اردد تلك الاغنية

لم اسمع بعدها غير تحركات سريعة وخاطفة

ثم حل صمت رهيب

وهمس في اذني من رجل لااعرفه

قال لي وهو يفتح الوشاح عن عيوني مبتسما

ماذا فعلت بهم لقد هربوا

بعد ان ظنوا جميعا ان اغنيتك هي علامة قدوم عدو لهم

هيا اهرب ياولدي قبل رجوعهم اليك

هربت من واقعي المعتاد الى واقع اخر جديد مشابه

يخاف من احلام الطفولة ومازال